إن العقل البشرى كثيراً ما يقع فى أخطاء بصرية فى معالجه و تفهمه و تحديده للأشكال المحيطة نتيجة الخدع البصرية (optical illusion)، وهو موضوع تعرض له القدماء و عالجوا أثره فى كثير من جوانب حياتهم.
تنتج الخدع البصرية فى أغلب الأحوال من محاولة العقل البصرى – الجزء من المخ الخاص بالأبصار- تحديد و وضع الأشكال المسطحة فى الفراغ و الاحجام ، و ينتج الخطأ من محاولة فرض وتحديد البعد الثالث.
يرى علماء النفس أن الحواف و الخطوط الخارجية هى أول ما يلفت النظر، و بعد ذلك تقوم لعين بتفسير ما بداخل تلك الخطوط ، من خلال شبكية العين التى يتم استثارتها.
الادراك البصري يستثيره منبه خارجي أيضاً عن طريق الجهاز البصري (وهو العين) ، ثم يستجيب المخ البشري لهذه الاستشارة فيدرك المرئيات.
يعتقد العلماء أن المخ البشري يعمل كوحدة كلية، وأن استجابته لا تعتمد على مجرد المنبه الذي يقع على الإحساس، بل على عوامل أخرى في الموقف الكلي، فأي منبه يصل إلى المخ يمثل مجموعة متحركة متفاعلة، وأثرها يتوقف على النشاط الكلي الواقع على المخ.
هل تعتمد الخدع البصرية على العين فقط؟
من أهم أهداف العلماء الرد علي الاعتقاد القديم بأن الإدراك البصري يعتمد فقط علي العين التي تسجل ما يقع أمامها هو أثبات أن هناك عمليات عديدة و مركبة يجريها المخ البشري بعد تسجيل صور المرئيات علي شبكية العين ، وهي عمليات تطور المعلومات التي تستقبلها العين من العالم الخارجي وقفاً لإدراك المخ البشري.
وقد أثبت أن ما تدركه بصرياً هو فقط ما يستسيغه المخ البشري ، و إذا لم يكن الشكل قابلاً لأن يستسيغه المخ و يفهمه أو يدركه فلن تتقبله مشاعرنا ، و لن يترك في النفس أثراً. و هكذا نرى أن الشكل الأبسط يكون أكثر تجاوباً مع العقل ، فهو علي الأقل لا يكلفه جهداً للتعرف عليه.
ظواهر الخدع البصرية
تتعدد ظواهر الخدع البصرية او الخداع البصري و سوف نستعرض فيما يلي:
إرسال تعليق