ينتهي آخر رجل منها، تنهض مشعثة الشعر خائرة القوى، بعد رقادها في الحُفرة الترابية المخصصة لها في الأرض لهذا الغرض. تسمى النقرة ( ولذلك يسمى الرجل سيء السمعة بتاع النقر وكان يسير ليلا مخموراً ومتسخ الملابس ) تجمع الفتاة الزجاجات الصغيرة الشفافة، بعد أن ملأتها بسوائل الرجال الذين قضوا وترهم منها هذه الليلة، ثم تذهب حاملة الزجاجات بخوف وحذر شديدين، وتسلمها إلى أحدهم. تأخذ مقابلها بعضاً من البصل وقطعة من الجبن مع عدد محدود من أرغفة الخبز.
طبيعة حياة بائعات الهوى في تلك الفترة 1834-1949 فقد سكنّ في أحياء معينة أو
على أطراف المدينة، ولم يكن يسمح لهن بالسكن داخل الأحياء، في محافظات الصعيد أو الأرياف.
أما في القاهرة، فكانت أهم بؤر تجمعاتهن في قلب المدينة. وفي محافظة الإسكندرية كان عدد بائعات الهوى يفوق بكثير عددهن في القاهرة، لطبيعة الإسكندرية كميناء ووجود العديد من الجنسيات الأجنبية فيها والتجار.
اتسمت هذه الفئة من المجتمع بالشكل الهرمي في الأهمية والسلطة. فاحتلت قاع الهرم
بائعات الهوى البائسات، اللواتي يسوقهن حظهن العاثر لملاقاة هذا المصير، الذي كان
ينتهي إما بالانتحار أو بالمرض المميت. وأوضحت الدراسات حينذاك أن غالبيتهن إما
يتيمات، وإما مطلقات في سن صغيرة
Post a Comment