ما من أحد يروي قصة المرأة الأفريقية التي هي في مقدّمة عملية التنمية"، صرّحت الدكتورة نكوسازانا دلاميني زوما، رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، خلال منتدى قادة الإعلام الأفريقي الذي عُقد مؤخرا في أديس أبابا في أوائل تشرين الثاني/ نوفمبر. وتُسهم اليونسكو، من خلال إطلاق مشروع "المرأة في التاريخ الأفريقي: أداة للتعلّم بالوسائل الإلكترونية" في تغيير هذه القصة من خلال تعزيز الدور المركزي الذي تضطلع به المرأة في تاريخ أفريقيا وتنميته عبر استخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال.
واليوم، تُطلق المديرة العامة لليونسكو، السيدة إيرينا بوكوفا مشروع "المرأة في التاريخ الأفريقي: أداة للتعلّم بالوسائل الإلكترونية". وتتألّف هذه الأداة من قصص مصوّرة رقمية، وموسيقى راب و"سلام"، وموارد تربوية متنوّعة متصلة بشخصيات نسائية مختارة تتسم بأهمية كبرى في تاريخ أفريقيا والجالية الأفريقية. وهي مخصّصة لجميع التلاميذ، والتربويين، والمعلّمين، والجمهور العام المعني بتاريخ أفريقيا العام، وبخاصة بدور المرأة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية المستمرة للمنطقة.
وإطلاق أداة التعلّم بالوسائل الإلكترونية هذه خطوة في غاية الأهمية لتوسيع ونشر المعارف المتصلة بدور المرأة في تاريخ أفريقيا، وذلك لمكافحة الآراء المسبقة والنماذج المقولبة في إطار "استخدام تاريخ أفريقيا العام لأغراض تربوية". ويشكّل تحويل وتحديث المعلومات المتاحة مبدئيا في إطار المجلّدات الـ8 التي تتألف منها المجموعة على صعيدي كل من الشكل والمضمون شرطا إلزاميا للنجاح في تنفيذ "استخدام تاريخ أفريقيا العام لأغراض تربوية".
وهذه الحاجة إلى "التحديث" لا تفرض استخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال الحديثة المتاحة والمستخدمة على نطاق واسع في القارة الأفريقية فحسب، بل تفرض أيضا مراجعة المضمون في ضوء التطوّرات الجارية في مجال الدراسات التاريخية. ويشمل ذلك الحاجة إلى إيلاء انتباه خاص لدور المرأة في تاريخ أفريقيا، مع القيام، بدءا من نهاية المرحلة الأولى، بتطوير مجال "الدراسات الجنسانية" وأهمية الدور الذي اضطلعت به المرأة في تاريخ أفريقيا. ومشروع "المرأة في التاريخ الأفريقي: أداة للتعلّم بالوسائل الإلكترونية" الذي يتولّى تنفيذه قسم مجتمعات المعرفة في قطاع الاتصال والمعلومات في اليونسكو، إنما هو منصة متاحة على شبكة الإنترنت مؤلفة من مضمون متعدّد الوسائط يشمل قصصا مصوّرة، ووحدات تربوية تفاعلية، ووحدات سمعية، ومسابقات، بهدف تسليط الضوء على دور المرأة في تاريخ أفريقيا.
وتُخصَّص المرحلة الأولى من المشروع (2012/2013)، التي أُطلِقت اليوم، لتطوير البنية الهندسية لهذه المنصة وإنتاج الوحدات الـ8 الأولى؛ وتشدّد بشكل خاص على شخصيات نسائية تاريخية من أفريقيا جنوب الصحراء والجالية الأفريقية. وبهذه الطريقة، يضع المشروع أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصال التي تتيح اكتساب وتبادل المعارف التي تُشجِّع على توفير التعليم العام للنساء وعلى تعزيز قدراتهن في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال، ويروّج لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال، ويستند إلى التراث غير المادي لتعزيز الروابط بين التكنولوجيا، والثقافة، والتعليم والتنمية المستدامة. والمرحلة الأولى متاحة باللغتين الإنكليزية والفرنسية.
ولتعزيز المنظور الجنساني من خلال تطوير وسائل الإعلام والمضمون المحلي، شارك 5 فنانين مختصين في مجال القصص المصوّرة من كل من أفريقيا والجالية الأفريقية، ومعظمهم دون سن الـ35، في وضع مضمون متعدد الوسائط. وشارك رسّامون من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وفرنسا، وكينيا، ومدغشقر، ونيجيريا، وفنّانو الهيب هوب والـ "سلام" من الولايات المتحدة، والسنغال، وشمال أفريقيا في وضع المواد التربوية التي أصبحت متاحة حاليا والتي يمكن الولوج إليها عبر الحواسيب، والهواتف النقالة، ولوحات المفاتيح وتنزيلها مجانا بوصفها موارد تربوية مفتوحة.
وبالإضافة إلى ذلك، قامت اللجنة العلمية المعنية بمشروع استخدام تاريخ أفريقيا العام لأغراض تربوية بالمصادقة على المضمون الذي يتماشى مع أحكام اتفاقية حماية تنوّع أشكال التعبير الثقافي وتعزيزها المبرمة في عام 2005، ومع التوصية بشأن التعدد اللغوي واستخدامه وتعميم الانتفاع بالمجال السيبرني التي اعتُمِدت في عام 2003، ويستجيب أيضا للجهود المبذولة في إطار برنامج ذاكرة العالم للترويج للمحافظة الرقمية في جميع أنحاء المنطقة الأفريقية. والنتيجة تمثّل تعاونا مثمرا بين المثقفين، والفنانين، والخبراء في التكنولوجيا، والتربويين، وتحدّد اليونسكو بوصفها منصة للابتكار والتعاون والتبادل الدولي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق