الأحد، 4 أكتوبر 2020

لماذا يوجد شعر على مؤخرة الانسان؟

سؤال غريب أليس كذلك؟ لكنه منطقي، فما هي فائدة هذا الشعر الذي ينمو في هذا المكان بالتحديد يا ترى؟

على الرغم من أن التطور المعرفي لدينا نحن البشر يُمَكّن الآن كل شخص من الحصول على جهاز كمبيوتر متطور جداً يتسع في جيب البنطال، وأصبح يمكننا إرسال الروبوتات إلى المريخ، وتحويل كل ما يوجد على سطح الأرض لكي يخدم حاجتنا، فإننا مازلنا لا نعرف على وجه التحديد لماذا يوجد شعر على مؤخرة كل واحد منا، وأظنه ليس من الشيء المفاجئ أن تعرف أن القليل فقط من الباحثين من كلف نفسه بعناء البحث في هذا.

لكن هناك عددا كافيا من الدراسات التي ذهبت باتجاه الجانب الطبي من الموضوع، وتحديداً المشاكل الصحية التي يمكن أن يسببها شعر المؤخرة مثل: ”الجريب الشعري“ الذي هو إصابة جلدية يمكن أن تتكرر لدى نفس الشخص أكثر من مرة، وسببه دخول شعرة داخل الجلد غالباً تكون فوق منطقة التقاء الأرداف بقليل.

إذاً كل من يملك مؤخرة، قد يعلم أن لشعر المؤخرة سيئات أكثر مما لديه من إيجابيات، لذا ما هو الهدف الذي يوجد لأجله – إن وُجد؟

الفرضية الأولى

وتفيد بأن سبب وجود شعر المؤخرة هو عدم وجود سبب تطوري وجيه لاختفائه ببساطة، وبالطبع فهذا السبب غير مرضي في بعض الأحيان، وفي هذا الوقت من تاريخ الثقافة البشرية قد يعتبر سببا قبيحا أيضاً، ولكن، وكما يبدو، فإن الشعر الذي يوجد في المؤخرة لم يكن في لحظة من اللحظات عاملاً يحول دون استطاعة كائنين بشريين في إنجاب طفل.

ولكن من المهم جداً أن نعلم بأن ليس كل عامل فيزيولوجي لدينا هو نتيجة لسبب تطوري.

الفرضية الثانية:

وهي ”التواصل عبر الرائحة“ تماماً مثل الحيوانات الأخرى!

من المؤكد أن لرائحة الجسد سمعة سيئة في وقتنا الحالي، ولكن مما لا شك فيه أن التواصل عن طريق الرائحة قد لعب دوراً مهماً جداً في التطور البشري، وبشكل عام، هذا هو سبب وجود شعر الجسد في الأماكن التي تسبب الروائح.

فالشعر الموجود في تلك المناطق يقوم بالحفاظ على الإفرازات الدهنية أو الزيتية التي تمتلك رائحة خاصة بها، وأيضاً تقوم أنواع من البكتيريا بالتغذي عليها، مما يضيف روائح أخرى.

وبما أننا نقوم بانتاج العديد من المركبات ذوات الروائح، ولكل منا أيضاً محميته الطبيعية الخاصة، فكل واحد منا له رائحة مميِّزة له، ولو أن أسلافنا البشر الأوائل كانوا تماماً مثل الحيوانات الأخرى -وهم على الأرجح كانوا كذلك- فمن الممكن أن تكون رائحتهم الخاصة ساعدتهم انطلاقا من تحديد مناطق السيطرة ووصولاً إلى الحصول على شريك، لذا فشعر المؤخرة كان أحد العوامل المساعدة لأسلافنا الأوائل على تعزيز الروائح المميزة لهم.

الفرضية الثالثة

وهي ”الاحتكاك“، بالإضافة إلى إطلاق الروائح!

لطالما كان البشر متميزين بالمشي والركض، فيمكن أن يتسبب احتكاك الجلد بالجلد (خصوصاً في الأماكن التي تكون رطبة ومتسخة) في تهيج وطفح جلدي، والأكثر خطورة من ذلك هو الإصابة بالإنهاك.

حتى أنه من الممكن أن تكون إحدى وظائف الشعر هي الحفاظ على تلك الإفرازات الدهنية أو الشمعية -والتي تساعد على إصدار رائحة الجسم- في مكانها، وبالتالي يمكن لتلك الإفرازات أن تعمل نوعاً ما كمرهم مرطب طبيعي.

في الحقيقة، تبدو الفرضية الأخيرة وكأنها أكثر واقعيةً مما سبقها، ولكن المشكلة هنا أن اختبارها صعب للغاية، لأن جعل شخص ما يزيل الشعر ويركض على مسافة 40 كيلومترا ليس بالأمر الجيد كاختبار.

كما أنه لا توجد طريقة لمعرفة فيما إذا كان التهيج الذي قد ينتج هو بسبب غياب الشعر أو بسبب الطريقة التي تم استخدامها لإزالة الشعر، لذا لتحديد إذا ما كانت ذات الفرضية صحيحة أم لا يمكننا ببساطة القيام بالتالي: مقابلة عدة مئات من العدائين المحترفين وسؤالهم عن مدى أهمية إزالة شعر المؤخرة بالنسبة لهم، ومعرفة معدل قيامهم بتلك العملية بالإضافة إلى تأثير ذلك على أدائهم الرياضي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق