السبت، 3 أكتوبر 2020

قواعد صارمة تخضع لها زوجة الزعيم الكوري كيم جونغ أون

 هل سبقت وسمعت باسم (ري صول جو) من قبل؟ إذا كنت لم تسمع به فلا تنزعج عزيزي القارئ

 لأن معظم سكان الأرض لم يسبق لهم أن سمعوا به على الرغم من أنه اسم زوجة واحد من أكثر قادة الدول إثارة للجلبة والاهتمام على حد سواء.

تقريبا، لا يعرف أحد شيئا حول زوجة الزعيم الكوري الشمالي (كيم جونغ أون)، وهنالك سبب، أو بالأحرى عديد الأسباب التي تبرر ذلك. تابع معنا قراءة مقالنا هذا على موقعنا «دخلك بتعرف» لتتعرف على هذه الأسباب وكذا القواعد الصارمة التي يجب على زوجة قائد كوريا الشمالية الخضوع لها واتباعها بقوة القانون.

1. اسمها الحقيقي:

يحكم (كيم جونغ أون) كوريا الشمالية بقبضة من حديد، ولا تمثل زوجته أي استثناء من هذه القبضة، والتي لابد أنها كانت على دراية بأنها من أجل يتم تقديمها للعالم على أنها زوجة واحد من أكثر قادة العالم إثارة للرعب والذي يحيط بحياته نوع من السرية المطلقة في الزمن المعاصر، يجب عليها أن تدخل بعض التغييرات على حياتها حتى تتناسب مع منصبها وموقعها الجديد، وبالنسبة لها كان هذا التغيير يعني هوية جديدة بالكامل، بدءًا باسمها الحقيقي.

يعتقد بعض المحللون والخبراء بأن اسم (ري صول جو) ما هو إلا اسم مستعار، تم ابتكاره من طرف الحزب الحاكم من أجل منع أي كان من معرفة أي شيء حيال علاقات عائلة زوجة الحاكم أو أي معلومات أخرى قد تكون مهمة للغاية.
كما أن هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها هذا للسيدة الأولى لكوريا الشمالية، حيث أن حتى والدة (كيم جونغ أون)، وهي (كو يونغ هوي) التي لم يتم تقديمها أبدا للعالم، تم تحديد هويتها في إحدى المرات في وثائقي رسمي من إصدار القناة الكورية الحكومية على أنها ”والدة الجيش العظيم لكوريا الأولى“ تحت اسم (ري أون سيل). لذا ربما كان تغيير اسم السيدة الأولى في كوريا الشمالية هو المعيار.

ماضيها:

باعتبارها فردا من نخبة مجتمع كوريا الشمالية ومسؤوليها، من المتوقع من (ري صول جو) أن تمثل أفضل جانب للبلاد سواء كان ذلك لأعين مواطنيها أو العالم الخارجي. لذا في بلد يفضل القوة العسكرية على أي شيء آخر، فإن واقع أن يكون لك ماض كمؤدية عروض ذات شعبية ليس بالأمر الذي يستحب منك أن تتفاخري به.

يُعتقد كذلك أنها التقت بالزعيم الكوري (كيم جونغ أون) بعدما أسرت اهتمامه لدى أدائها لعرض غنائي خاص للنخبة الحاكمة، ولكن على الرغم من حبهما المشترك للموسيقى، فإن ذلك يبقى واقعا لا يرغب الزعيم الكوري أن يعرفه العالم.

يقال أنه بأمر من (كيم جونغ أون)، يحاول كبار مسؤولي كوريا الشمالية محو ماضي زوجته كمغنية سابقة بأي ثمن، وذلك من خلال مصادرة الأقراص المضغوطة وجميع أجهزة USB التي تحتوي على ملفات صوتية لعروضها الغنائية من المواطنين.

كما أفاد تقرير آخر أن 9 موسيقيين ضمن أوركسترا (يون ها سو) تم إعدامهم عقب فضيحة أحاطت بهم حتى لا تربطهم بزوجة الحاكم الكوري الشمالي أي صلة.

 

حملها:

في الثقافة الكورية، إعلان الحمل يعني إعفاء المرأة من الكثير من الواجبات، فلا يفترض بها العمل إطلاقا، حتى أن التمارين الرياضية الخفيفة ينظر إليها بعين الاستهجان، لكن بالنسبة للأم الكبرى التالية لكوريا الشمالية، أخذ هذا الأمر إلى مستويات أخرى تماما، حيث اختفت (ري صول جون) تماما من الساحة الإعلامية لعدة شهور دون أي شرح أو تفسير عن سبب هذا الاختفاء، وهو ما جعل الكثيرين يربطونه بكونها حاملا.

في عدة مناسبات، اعتقد آخرون بأنها كانت على خلاف مع (كيم جونغ أون) وأنه قام بحبسها في المنزل كعقاب لها.

في الصورة أدناه التي التقطت في ذكرى وفاة (كيم جونغ إيل) في سنة 2012، وهو حدث يجب على كل مسؤول سامٍ حضوره مهما كانت ظروفه، اكتشف محللون كيف أن حجم منطقة بطن (ري صول جون) قد زاد بشكل معتبر وذلك بعد أن ظهرت بعد اختفاء دام 50 يومًا، حيث بدا جليا أنها كانت حاملاً حتى مع كونها بذلت مجهودا في إخفاء الأمر.

ثم في شهر مارس من سنة 2013، صرح لاعب كرة السلة الأمريكي السابق (دينيس رودمان) وأحد الأصدقاء المقربين من (كيم جونغ أون) بأنه التقى بالمولودة الجديدة للزعيم الكوري وزوجته (ري صول جون)، التي قال أنهما أطلقا عليها اسم (جو آ).

أفادت كذلك بعض التقديرات التي بنيت على تقارير رسمية بأن (ري) كانت قد أنجبت كذلك مولودا آخر في سنة 2010 وآخر حوالي شهر فبراير سنة 2017، وذلك بعد أن غابت عن الساحة لسبعة شهور بدون تفسير.

على الرغم من أن الحزب الحاكم لم يؤيد أي من النظريات السابقة ولم يؤكد على شيء مما قيل، فإن هذه الغيابات المتكررة لفترات طويلة للسيدة الأولى الكورية الشمالية قد يكون لها أهداف مختلفة، مثل حماية الصورة المثالية للحزب الحاكم من خلال الإبقاء على حياة (كيم جونغ أون) الخاصة سرية إلى أبعد حد عن بقية العالم.

أبناؤها:

ربما قد لاحظت الآن عزيزي القارئ بأن كوريا الشمالية ظلت تحت حكم نفس العائلة على مدى 3 أجيال منذ تأسيسها، وتلك ليست بمجرد مصادفة، بل هذا ما يمليه قانون البلد.

تعمل سلالة (كيم) الحاكمة وفق مبدأ حكم يدعى ”المبادئ العشرة لتأسيس نظام آيديولوجي متكامل“، والذي يملي بأن تمثيل الحزب يجب أن يكون أبديًا من طرف سلالة (بايدكو)، الذي هو سلالة آل (كيم)، ويعني هذا أن عشيرة (كيم) هي من تتولى حكم الدولة إلى الأبد، حيث يتوارث الحكم أبا عن جد شريطة أن يكون الوريث ولدا ذكرًا، لذا يقع واجب إنجاب وريث شرعي ذكر ليحكم كوريا الشمالية على عاتق (ري صول جو).

يعتقد الآن أن كلا ولديها من سنة 2010 و2013 هما بنتان، وعلى الرغم من أن العائلات الكورية مخول لها إنجاب ولدان لا أكثر، فإن مولودها من سنة 2017 الذي حامت حوله الكثير من التخمينات ربما يكون محاولة منها لتثبيت قدمها إلى جانب (كيم جونغ أون)، ذلك أنه لمجرد كونها زوجته لا يعني أنها إن لم توفر ما يجب عليها توفيره فلن تترتب عليها أو على عائلتها أي تبعات.

فقد يكون قدرها شبيها بقدر شقيق الزعيم (كيم جونغ نام) الذي يعتقد بشكل واسع بأنه قد اغتيل على يد الحزب الحاكم في سنة 2017، أو شبيها بقدر عمه (جيانغ سونغ تيك) الذي أعدم بأمر من (كيم جونغ أون) في سنة 2013.

 عشيقات زوجها

 على الرغم من أن الخيانة الزوجية أو تعدد الزوجات هو أمر ممنوع كليا بحكم القانون في كوريا الشمالية، فإنه من الشائع بالنسبة للزعماء والقادة هناك اتخاذ عشيقات بين الفينة والأخرى، لذا إذا لم تكن (ري صول جو) قادرة إلى إنجاب وريث ذكر لـ(كيم جونغ أون)، فإنها لن تكون قادرة كذلك على منع زوجها من البحث في مكان آخر عن ضالته.

في الواقع، كان (كيم جونغ أون) نفسه ابنًا لواحدة من زوجات والده الكثيرات. بالنسبة لقائد الحزب، ليس فقط إنجاب ولد ذكر ليرث الحكم هو ما يهم بحق، بل إنجاب الوريث الملائم والمناسب.

قد تثير دهشتك عزيزي القارئ معرفة أن (كيم جونغ أون) ليس بالولد البكر بين أشقائه عندما تم إعلانه خلفاً لوالده، بل قد تم اختياره لاعتباره الأنسب والأفضل لتقمص هذا الدور، وبذلك تجاوزت سدة الحكم شقيقيه الكبيرين لتكون من نصيبه.

ما يثير الاهتمام حقا هو أن عشيقة سابقة لـ(كيم جونغ أون) وهي (هيون سونغ وال) قد تمت ترقيتها مؤخرا في منصب عضو للجنة المركزية لحزب العمال، كما أنها قامت حتى بمرافقة (كيم) إلى الصين في رحلة عمل.

طلاقها:

 بينما من الممكن بالنسبة لـ(كيم جونغ أون) الالتفاف والتحايل على القانون فيما يتعلق بتعدد الزوجات أو الشريكات، فإنه من المستحيل على زوجته (ري صول جو) طلب الطلاق أو الحصول عليه، ذلك أن واحدا من بين قوانين كوريا الشمالية الغريبة ينص بالتحديد على أن الطلاق ممنوع في البلاد ولا يمنح إلا إذا ثبتت الخيانة الزوجية، وهو الأمر الذي يستحيل أن يثبته أحد على (كيم جونغ أون). والطلاق ممنوع في جميع الحالات الأخرى التي قد يرغب فيها الزوجان في إنهاء زواجهما، على شاكلة الخلافات المستمرة أو حتى ثبوت وقوع العنف المنزلي.

زواجها:

لا يتعلق الزواج دائما بالحب، فأحيانا يكون الزواج أمرا ضروريا من أجل تعزيز العلاقات السياسية للمرء. بالنسبة لسلالة (كيم) الحاكمة، من الشائع أن يختار الأب والحاكم بعناية زوجة لولده وخلفه من بعده، ويعتقد أن (ري صول جو) قد اختيرت على يد (كيم جونغ إيل) قبل وفاته.

يعتقد أن زواج (كيم جونغ أون) و(ري صول جو) قد تم الترتيب له في سنة 2009 بعد أن عانى حاكم البلد آنذاك (كيم جونغ إيل) من أزمة قلبية حادة في سنة 2008، ولأنه شعر بأن موته قريب لا محالة، فقد عزم على اختيار زوجة لخلفه (كيم جونغ أون) ووقع اختياره على (ري صول جو).

كنّتها (شقيقة زوجها):

على الرغم من كونها السيدة الأولى في كوريا الشمالية، فإن (ري صول جو) بعيدة كل البعد عن كونها أقوى امرأة في البلد، حيث أن هذا اللقب من نصيب كنّتها (كيم يو جونغ). إنها أصغر إخوتها وأخواتها، غير أنها في نفس الوقت الأكثر صرامة وشدة مما يجعلها الشخص الملائم لمنصب نائب مدير البروباغاندا في البلد.

كما تعتبر (كيم يو جونغ) مستشارة موثوقة لدى شقيقها (كيم جونغ أون)، وهي المسؤولة عن مراقبة من يمكنه الالتقاء بشقيقها أو يصل إليه وما يقولونه له والوثائق التي يتلقاها.

بالمقارنة مع حفيدة القائد الأبدي لسلالة (كيم) الحاكمة، يمكن اعتبار (ري صول جو) من عموم الناس، وشأنها شأن البقية يجب عليها أن تكن لها الاحترام المطلق.

تشير التقارير الحالية إلى أن العلاقة التي تجمع الاثنين هي علاقة ودية وجيدة للغاية، وأنها يظافران نفوذهما مع بعضهما البعض من أجل تحسين المظهر السياسي لـ(كيم) حول العالم.

معلومة أخرى تفيد بأن كل شيء ترتديه (ري صول جو) وتقدمه عند الظهور على العامة يجب أن توافق عليه (كيم يو جونغ) كنتها وشقيقة زوجها.

ثيابها وأزياؤها:

إن مظاهر وأزياء زوجات زعماء الدول المميزة قد تجعل منهن أيقونات تاريخية، على شاكلة (جاكي أوناسيس) زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق (جون كينيدي) التي كانت تعتبر آنذاك أيقونة للموضة والأناقة، غير أنه في كوريا الشمالية، لدى الأزياء وحس الموضة معنى أكثر عمقا.

لقد ظل الحزب الحاكم في كوريا الشمالية يحارب كل ما له علاقة بالثقافة الغربية وتأثيرها لدرجة أن هناك قوانينًا تحكم الملابس التي يجب على المرء ارتداؤها والملابس التي يجب عليه اجتنابها.

وعلى ما يبدو، تمثل (ري صول جو) استثناء لهذه القاعدة، حيث ما تنفك تخرق هذا القانون بارتدائها لملابس غربية بشكل واضح، كما تم رصدها في الكثير من الصور وهي تحمل حقائب يد من ماركات عالمية على شاكلة (كوكو شانيل) و(كريستيان ديور)، كما أن الدبوس الذي ترتديه على معطفها أو كنزتها يحمل في كل مرة شكلا مختلفاً، على عكس جميع مواطني ومواطنات كوريا الشمالية، الذين هم مجبرون بقوة القانون بارتداء دبوس يحمل صورتي (كيم جونغ إيل) ووالده من قبله مؤسس كوريا الشمالية، وذلك بمجرد بلوغهم سن السادسة عشر من العمر.

قد تعتقد عزيزي القارئ بأن (ري صول جو) تجازف بحياتها وموقعها بقيامها بهذا الأمر، لكن الخبراء والمحللين يؤكدون أن ذلك أمر مخطط له من طرف مكتب البروباغاندا ليظهر كوريا الشمالية بنوع من الانفتاح الجديد على الثقافة الغربية لا أكثر.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق