الثلاثاء، 13 أكتوبر 2020

معارك الضراط في اليابان - الجزء الاول

 شهدت السنوات الأخيرة لحقبة (إيدو) في اليابان بين عامي 1603 و1868 ميلادي تعاظم التدخل والتأثير الأجنبي على المجتمع الياباني المنغلق على نفسه، والذي أدى إلى تغييرات عميقة بالنسبة للكثير من اليابانيين، ومنه أخذ الخوف من الأجانب يرتفع بينهم شيئا فشيئا، وهنا اختار هذا الفنان (أو مجموعة الفنانين لأن هذه الحقيقة تبقى مجهولة) أن يمثل هذا الصراع بين الأصالة والحداثة بطريقة ملفتة للانتباه.


معارك الضراط في اليابان (الرسمة 1). جميع الصور: Waseda University Library

يطلق على هذه المخطوطات التي تناولت هذه الرسومات ”الكرتونية“ اسم «هي غاسن»، وهي عبارة عن سلسلة طويلة من الرسومات التي وضعت في قالب ياباني تقليدي لتبرز معركة ملحمية بين الخصوم فيها، الذين يبدو أن السلاح الوحيد الذي يحوزونه هو الضراط.

في الواقع تترجم كلمتي «هي غاسن» اليابانية إلى العربية بـ”معركة الضراط“ أو ”حرب الضراط“ أو ”مسابقة الضراط“، وهو ما يصف بامتياز ما تحتويه المخطوطة.

معركة الضراط:

يطلق الرجال والنساء في هذه المخطوطة أعمدة غاز هائلة عبر انحنائهم ورفع تنانيرهم عاليا، هذه الغازات التي يبدو أنها تُطلق بقوة لدرجة ترفع عاليا الأحصنة والقطط رامية إياها في الهواء، وفي الجهة المقابلة يتّخذ بعض المنخرطين والمنخرطات في هذه المعارك مقاربة أكثر تعقيدا من خلال تخزين ضراطهم في أكياس ثم رمي خصومهم به.

بعيداً الضراط نفسه، يبدو أن هناك قصة لتُروى من خلف المخطوطة: تقترب مجموعة من الرجال والنساء من مجموعة أخرى من الرجال والنساء كذلك الذين يكونون منهمكين بتناول المعكرونة، والذين يقررون الدفاع عن أنفسهم من خلال الإنحناء وإطلاق الغازات والضراط على المجموعة الأخرى، فترد المجموعة الأولى النار وتندلع المعركة على إثر ذلك بين المجموعتين، التي يحاول فيها أحد أطراف النزاع الدفاع عن نفسه من الغازات القوية باستعمال مراوح كبيرة ومزينة.


 من هناك، تتجه المعركة نحو الجنون بانضمام محاربين آخرين، يحاول البعض فيها حماية أنفسهم باستخدام الغرابيل التي تخترقها الغازات الكريهة بدون أي إشكال، أما الأشخاص الذين يجدون أنفسهم وسط الروائح فتجدهم يسدون مناخيرهم بينما يُقذف بهم عاليا في الهواء بفعل الغازات القوية، وآخرون يقررون الابتعاد ممتطين ظهور أحصنتهم رافعين مؤخراتهم ومطلقين الضراط في وجه رجال آخرين يحاولون اللحاق بهم.



 تابع قراءة الجزء الثاني

القصة وراء المخطوطة:

 

مواضيع ذات صلة

أكثر اللوحات الحديثة المثيرة للجدل لوحة أمرأة تخرج ريح للفنان المعاصر أرثر برزينش 


 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق