السبت، 12 سبتمبر 2020

القدم الذهبية أو قدم اللوتس: رمز الجمال واﻷنوثة في الصين القديمة

 


القدم الذهبية أو قدم اللوتس: رمز الجمال واﻷنوثة في الصين القديمة

انتشرت في المجتمع الصيني من أول القرن العاشر وحتى بدايات القرن العشرين عادة ربط مُحكم ﻷقدام البنات الصغيرين عشان يغيروا حجم وشكل قدم البنت لما تكبر












 

يُحكى في الأساطير الصينية عن راقصة سرقت قلب الامبراطور لما دخلت عليه وهي لابسة حذاء صغير جداً مُصمم على شكل زهرة اللوتس فأصبحت علامة من علامات الجمال إن قدم البنت تكون أصغر ما يكون حجماً وفيها تقوُّس على شكل زهرة اللوتس


مع تغيُّر اﻷسر الحاكمة في الصين ابتدت قدم اللوتس تبقى كمان دلالة على المكانة الاجتماعية والثراء والحسب والنسب في المجتمع بالإضافة لكونها علامة جمال فتسللت عادة ربط القدم لكل بيت صيني حابب يفتخر إن عنده بنت

لازم عشان البنت قدمها تتشكِّل صح إن ربط القدم يبتدي من بدري قبل ما عظام القدم تنمو وتاخد شكلها الطبيعي

قبل ما الربط بيتم كل أصابع القدم (ما عدا الإصبع الكبير) بيتضغطوا جامد على بطن القدم لحد ما يتكسروا تماماً بالإضافة إن قوس القدم بيتم كسره عمداً عشان تقوُّسه يزيد وبعدين بيتم ربط القدم بالضمادات بإحكام عشان تُجبر القدم إنها تكمِّل نمو بالشكل ده

بين كل حين وآخر لازم الضمادات تتفك عشان يتأكدوا إن مفيش تلوث حصل بسبب نمو أظافر الصوابع وإن مفيش غرغرينا في القدم بسبب الكسور اللي فيها وبعدين بتتلف القدم تاني وعلى حسب مقدِرة اﻷسرة المادية كانت عملية تغيير الضمادات بتتم مرة كل يوم أو مرة كل أسبوعين،


تُقيَّم الفتاة للزواج بعد كده بحجم قدمها، فمثلاً القدم الذهبية حجمها مش بيزيد عن 7 سم أما القدم الفضية حجمها مش بيزيد عن 10 سم، أما البنت اللي مخضعتش للعملية دي فليست أهلاً للزواج من حد مرموق في المجتمع وبتبقى في مكانة الخادمات اللواتي لا يُنظر لهن

سبب الوفاة اﻷول من ربط القدم هو التلوث نتيجة سوء الاهتمام بتغيير الضمادات ولكن حتى لو ده محصلش فعظام القدم بتفضل هشة ومش بتستحمل وزن البنت لما بتكبر وده بيؤدي لإعاقات في الحركة من سن صغير

في أوائل القرن ال20 ومع انفتاح الصين على العالم ابتدت عادة ربط القدم تنحسر وابتدى يبقى فيه اهتمام أكتر بصحة المرأة كفرد عامل في المجتمع وبحلول عام 1999 اتقفل آخر مصنع لأحذية اللوتس في الصين

وبقت النساء المسنات اللي اتولدوا في مطالع القرن هم الذكرى الوحيدة الحية على عادة قدم اللوتس في المجتمع الصيني المعاصر...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق