حكاية الدكتورة إيمان كريم وزوجها العميد يسري عبد العزيز
كتب/خطاب معوض خطاب
الدكتورة إيمان كريم عضو محلس إدارة نادي الصيد المصري، والحاصلة على الماجستير والدكتوراه وأستاذ اللغويات التطبيقية بكلية اللغات والترجمة بجامعة أكتوبر، هي أول عضو هيئة تدريس في جامعة مصرية تمارس عملها وهي على كرسي متحرك، وتمارس دورها في خدمة ذوي الإعاقة من خلال عضويتها بمجلس أمناء مؤسسة الحسن لتأهيل مصابي العمود الفقري.
والمعروف أن الدكتورة إيمان كريم كانت تمارس في طفولتها الجمباز والإسكواش والسباحة والغطس، وقد أصيبت بكسر في فقرات الرقبة وهي تمارس رياضة الغطس، وكان سنها في ذلك الوقت 14 عاما، ونتج عن هذا الحادث إصابتها بشلل رباعي وأصبحت أسيرة للكرسي المتحرك.
ولكنها لم تستسلم لما حدث لها بل
اتخذت من هذا الحادث بداية جديدة لحياتها، وبالفعل وبمساعدة من مديرة
المدرسة الألمانية التي كانت تدرس بها استكملت دراستها بتفوق أذهل كل
معارفها، حتى حصلت على شهادتها الحامعية ثم الماجستير والدكتوراة وأصبحت
أستاذة جامعية يشار إليها بالبنان، وهكذا أصبحت رغم كل ما واجهها من صعوبات
رمزا للتحدي والتصميم على تحقيق الأحلام والتغلب على المصاعب.
أما
زوجها العميد بحري يسري عبد العزيز فقد أصيب في حادث أثناء عمله كضابط في
البحرية المصرية، وتقاعد على إثر هذا الحادث الذي تعرض له، ولكنه لم يستسلم
لكونه أصبح قعيدا على كرسي متحرك، بل تحدى الصعاب التي واجهته، وأثبت أنه
لا وجود للمستحيل مع الإيمان والإرادة القوية والعزيمة الجبارة.
والعميد بحري يسري عبد العزيز مارس العمل العام، وهو يعد مؤسسا للعبة كرة
السلة من فوق الكراسي المتحركة، كما أنه كان له دور فعال وقوي داخل نادي
الصيد المصري، حيث انتخب عضوا بمجلس إدارة النادي، ومن خلال موقعه كعضو
بمجلس الإدارة كانت له خدماته وإسهاماته المتعددة التي لا ينكرها أحد داخل
النادي، وهو يعد واحدا من أقدم أعضاء مجالس الإدارات في الأندية المصرية
حيث ظل يشغل منصب عضو مجلس الإدارة بالنادي لما يقرب من 40 عاما حتى وفاته
في يوم 7 نوفمبر سنة 2016.
وبعد وفاة زوجها العميد يسري عبد العزيز
قدمت الدكتورة إيمان كريم أوراقها لخوض انتخابات مجلس إدارة نادي الصيد،
وأسفرت نتيجة الانتخابات عن فوزها وتفوقها الكبير، وبعد نجاحها ساهمت في
خدمة أعضاء النادي من أصحاب الاحتياجات الخاصة وذوي الإعاقة، حيث أنشأت لهم
حمامات تناسب ظروفهم الصحية، كما أنشأت أول حديقة للأطفال أصحاب الكراسي
المتحركة في تاريخ الأندية المصرية، وتعمل حاليا على نشر أفكارها في دعم
ذوي الاحتياجات الخاصة في جميع أندية مصر.
وهكذا كان العميد بحري يسري عبد العزيز رحمه الله وزوجته الدكتورة إيمان كريم وفقها الله خير مثال على أن من يتحلى بالإيمان والعزيمة والإرادة والتصميم لا يقف أمام تحقيق آماله شيء، وأن الصعوبات التي واجهتهما كانت دافعا لهما لبدء حياة جديدة لا يعترفان فيها إلا بالنجاح والتفوق فقط.
إرسال تعليق